30 May, 2007
عرب 48 والانتخابات البرلمانية
يشارك عرب الـ48 في اكثرية جولات الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية إستِناداً إلى ما سُمي بحق الانتخاب والتصويت الذي منحته "الديموقراطية" الاسرائيلية للعرب, إلا أن منح العرب حق التصويت والترشيح للبرلمان الاسرائيلي لم يَحل معضلة الوجود العربي, داخل إطار عنصري كان وما زال يرى في حق التصويت الممنوح للعرب الفلسطينيين مجرد زَخْرَفة شكلية لديموقراطية دولة الشعب الحاكم الذي يحق له ما لا يحق للعرب القاطنين في اكناف دولة الاسياد ولا يحق للعرب عملياً إلا التصويت فقط، بينما حقوق المواطنة والمساواة تُعتبر درباً من دروب الوهم, التي إمتدت مسافاتُها الطويلة في درب التيه والتضليل على مدى اكثر من نصف قرن, تعاقبت فيه حكومات اسرائيل على سلب العرب حقوقهم ومكونات وجودهم, وكَأنَّ لسان حال اسرائيل يقول لفلسطينيي الـ48 حق الانتخاب هو اول وآخر ما يحق لكم وآخر ما تبقى لكم لم يكن منح العرب حق التصويت سوى محاولة اسرائيلية واهية هدفها بالدرجة الاولى التغطية على ما تعرض ويتعرض له فلسطينيو الداخل من ظلم واضطهاد مارسته وتُمارسه المؤسسة العنصرية الاسرائيلية بصورة مُبرمجة شاركت فيها وحافظت جميع الحكومات الاسرائيلية على ديمومة اضطهاد العرب وسلب حقوقهم وفي نفس الوقت الحفاظ على الوضعية الدونية للعرب كإستراتيجية ثابتة ومُدَوَّنة موضوعيا في اساس القانون نحو عرب الـ48 الذي يرى ان دونية العرب وفوقية القطاع اليهودي أمر طبيعي وعادي في دولة تعتبر ذاتها دولة لليهود فقط، بينما وضعية العرب كمواطنين من الدرجة الثانية على اعلى تقدير مما لا شك فيه ان حق المواطنة والوطن حق تاريخي للفلسطينيين عامة، ومن ضمنهم فلسطينيي الـ48, إِلا أن القضية هنا تتعلق بسياسة الدولة الاسرائيليه التي منحت عرب الـ48 حق الانتخاب والتصويت لأهداف سياسية ودعائية وفي المُقابل سلبتهُم حقوقهم المدنية والسياسية ولم تترك مجالاً واحدا من مجالات حياة العرب إلا وعاثت فيه خراباً سواء فيما يتعلق بمصادرة الاراضي او تهويد مناطق التواجد العربي او المحافظة المبرمجة على تخلف العرب إقتصاديا وانتشار الفقر والبطالة والعنف في مناطق تواجدهم, او في مجال التربية والتعليم ونقص المدارس والمعلمين المؤهلين, او فيما يتعلق بعدم تقديم المساعدات الى المجالس المحلية والبلدية العربية وتعمد الإبقاء على تَخلُف البُنية التحتية والاقتصادية في المناطق العربية ناهيك عن القائمة الطويلة من القوانين الاسرائيلية التي تُحدد بشكل عنصري فاضح حقوق العرب, قد يسأل سائل: ما هي إذاً أهمية إقامة الاحزاب والقوائم العربية وخوضها الإنتخابات البرلمانية الاسرائيلية؟؟ الجواب على هذا السؤال يكمن في الرؤية السياسية لبعض العرب الذين يبررون إقامة الاحزاب "العربية" ودخول العرب كأعضاء في الكنيست الاسرائيلي على اساس إمكانية العمل السياسي والمطالبة بحقوق العرب افضل مما في خارج البرلمان هذه صور دعايات بعض الاحزاب العربية ![]() ![]() ![]() بينما الطرف الاخر الذي يعارضهم يقول أن وجود اعضاء عرب داخل الكنيست لم يُوقف مشاريع تهويد مناطق التواجد العربي, ولم يُوقف إستمرارية الممارسات العنصرية الاسرائيلية نحو عرب الـ48, وانهم ما زالوا لا يتمتعون بحقوق المواطنة، بل بـ"حق المُكوث" فقط, وهذا ما يفرض عليهم وعلى مُمثليهم المُطالبة اولا بالمواطنة الكاملة ![]() ان الدولة لكي تكون ديمقراطية ولكي تتحقق فيها المساواة يجب ان تكون لجميع مواطنيها، فالوجود العربي الفلسطيني على الأرض وحقوقنا لا تشتق من هذه "الإسرائيلية" بل من حقيقة وجودنا هنا دائما وابدا كل هذا يهون مقابل مشاعر الرضى والاكتفاء التي ترتسم على وجوههم عندما يشعرون أن هويتهم أو جوازهم أو إقامتهم مرغوبة من قبل العربي. إنها عملية تضليل وخداع فريدة ونادرة لا مثيل لها في التاريخ الحديث: احتلوا البلد وطردوا السكان ثم منع من تبقى من الإقامة في البلد دون بطاقة هوية إسرائيلية أو دون جنسية، ثم يتظاهرون بالدهشة من جاذبية الجنسية الإسرائيلية للناس ورغبتهم بإقامة دائمة في إسرائيل، ويتظاهر بعض الإسرائيليين أنهم يفهمون من هذا كله أن حياة العرب فيها رائعة إلى درجة التشبث بها. وكأن هذا هو الدافع ان الدافع الحقيقي هو التشبث بالارض والوطن لانه في هذه البلاد تعيش قوميتان واحدة منهما هي قومية الأصلانيين، وأن العرب الذين بقوا هم جزء من القومية الأصلانية التي عاشت هنا قبل قيام هذه الدولة حقك كمواطن أصلا ليس إيديولوجيا ناجما عن كون الدولة قامت من أجلك، كما في حالة المواطن اليهودي، فالمواطنة الإسرائيلية لا ترتبط بشخصك كعربي، ولا تلازمك كصفة من صفاتك، إنما منحت لك هبة لكونك إسرائيلي ب"صدفة" أو "مفارقة" وجودك هنا عند "قيام الدولة" Labels: كلام في السياسة |
كتبتها yasmina at 9:00 pm

فعلا موضوع مهم لأن الحقوق المدنية حقوق أصيلة لكل المواطنين لا تمنح و لا تمنع لكنها تحولت إلى موضوع دعاية
و كذلك عنصرية الكيان الصهيوني غير مستغربة لأن الكيان بالأصل قائم على العنصرية و دونية باقي الأعراق مقارنة بالعرق اليهودي أو ما يسمى بالعرق اليهودي
التشبث بالارض والوطن لانه في هذه البلاد تعيش قوميتان واحدة منهما هي قومية الأصلانيي
الكلام ده سمعت كلام مشابه ليه من الشاعر سميح القاسم لأن البعض في مصر يهاجمه بسبب الجنسية لكن هو يقول أنه مستعد لتحمل أي شيء مقابل البقاء في أرضه
أعتذر للإطالة
تحياتي
من حق عرب 48 ان يتشبثوا بارضهم وان يتحملوا الهوية الاسرائيلية ... ولكن
لا افهم لماذا يصر عرب 48 على المشاركة في الانتخابات سواء بالتصويت او بالترشح !!! تلك حكومة احتلال وهذا برلمانهم ؟؟
هناك دائما من يدعوا لمقاطعة كل انواع الانتخابات والاستفتاءات من المعارضة في مصر بحجة ضمان تزويرها وعدم جدواها
فالأولى فعلا ان تلقموهم حجرا في صندوق الاقتراع لا صوتا ...
بالنسبة للحقوق : أية حقوق أختي ؟!!وهل يسأل مثل هؤلاء عن حقوق ولمن ؟ لمن يحتلونهم
"الحقوق المدنية حقوق أصيلة لكل المواطنين لا تمنح و لا تمنع"
فين ؟ في مصر المحروسة ؟ ولا في اسرائيل لعرب 48 ؟
تحياتي ياسمينة
مصري
فعلا الكلام في كثير ناس بتقولوا وانا منهم انه احنا هنا الاصل ولن نترك بلادنا مهما حدث
فلو تنازلنا عن الجنسية لهجرنا وهذه هي سياسة اسرائيل وهدفها التهجير ولكننا سنكون دائما كالشوكة في حلوقهم بإذن الله
mico mark
كلامك جيد ولا يشوبه شيء واذا ما ركزت في قراءة المقال سترى انني لم اضع وجهة نظري الشخصية ولكن اخذت الاراء المعارضة والمؤيدة للانتخاب
فعلا هم لا يسألون عن الحقوق ويفعلون ما يشاؤون
بالنسبة لسؤالك الاخير فالحقوق تمنع وتمنح سواء في اسرائيل او في مصر على حسب اهواء القيادات والرؤوس العليا
تحياتي
الله
المرة الأولى الذى يسعدنى حظى فى الدخول لمدونتك
واول ما اصطدم اصطدم بهذا الموضوع الرائع
انه تحليل نفسى اكثر من كتابة سياسية وهذا هو حالهم
التمسك بالحق هو ما يريدوا ان يزعزونا عنه ويكون هذا بايدينا لا بايديهم طبعا بعد سياسات القمع والتهديد الا ان القرار الاخير عندما يكون بايدينا ونقول خلاص كل العالم تنسى ما تقدم من اضطهاد ولا ينظر الا اننا الآن والآن فقط فرطنا فى حقنا وبايدينا ومحض ارادتنا
الحق احق ان يتبع ثبتنا الله واياكم
وليس معنى التصويت الموافقة على الواقع انهم يلتمسون اى خيط للحقوق المهدرة
تحياتى اسف على الاطالة
ساحاول قراءة ما كتبت سابقا وارد ان شاء الله
لسه بعلق على بوستك ده حالا
ربنا يكرمك يا رب
سأكتفي بابتسامة الان
:))))
تحياتي لك من ماناساس البلد
مقال أكثر من رائع يا ياسمينا
لكن عندي سؤال دائما يراودني ألا وهو يا تري هل كل عرب 48 يفكرون بمنطق "لن نغادر الأرض وسنظل كالشوكة في الحلق" وكم منهم باعوا القضية وإنصهروا داخل الكيان الصهيوني؟
أرجو الإفادة
تحياتي
مبروك التصميم الجديد يا ياسمينا
و من أحسن لأحسن
:)
the groom
عبد الله
انا سعيدة انك رجعت
وان شاء الله تكون اخر المتاعب
بدعيلك دايما
قنديل
ساتكلم بصراحة معك فطبعا ليس الكل يعتبرون انفسهم كشوكة في الحلق ولكن الاكثرية
اما بالنسبة لمن باعوا وانصهروا في الكيان الصهيوني فهم قليلون جدا لا تكاد نسبتهم تذكر لانه يا اخي لا تتصور مشاعرنا تجاه هذا الكيان ولهذا يكون صعب تقبله حتى
اما من يتخبطون في الوسط فهم موجودين ايضا ويصارعون الحياة من اجل لقمة العيش ومن اجل حياة افضل لابنائهم
اكثر ما يؤلم في الموقف انه لا يوجد من يدعم ويقدر وضعنا من الخارج
تحياتي لك
ودائما انتظر استفساراتك
مصري
الله يبارك فيك
شكرا لك
أشكرك يا ياسمينا علي إجابة سؤالي
وأتفهم جيدا هذا الإحساس.. شعور الغربة علي أرضك وفي وطنك وكأنه أصبح الوطن الغريب أو أحيانا الوطن المستحيل.. شئ في منتهي القسوة والصعوبة.. قلوبنا ودعواتنا معكم
طول عمري مقتنع بأها دوله اليهود فقط و عمرها محتتغير و حتفضل علي طول كده..ربنا يريحنا منهم
مبروك النيولوك الجديد للمدونه
موضوع جميل لكن كنت متوقع الاقيكي بتتكلمي عن تجربة عزمي بشارة
علي كل الاحوال
عمر ما ممكن في يوم من الايام ان يختلط العرب باليهود او تتساوي الحقوق بين الاثنين سواء في دولة يهودية او في دولة عربية
من الاخر عمر الدم ما هيبقي مياة
تحياتي
قنديل
ارجو ان اكون افدتك
_______
مايكل
طبعا نظرتهم لنا ما راح تتغير وكمان نظرتنا لهم ما بتغير
شكرا لك وعقبالك
_______
قاسم افندي
انا توقعت ايضا انه هناك من سيعتقد انني اتكلم عن عزمي بشارة لقد تكلمت مرة عنه وممكن بالمستقبل اتكلم مرة ثانية بالنسبة لتجربته مع البرلمان
وهو فعلا اكبر دليل على انتقاص الحرية
وعلى ان حق التصويت هو شكلي فقط
اصلا احنا ما بدنا نختلط فيهم
لانهم ابدا ما حيكونوا مثلنا وما بشرفنا ذلك
تحياتي
وزرني دائما
i am egyptian i am making aresearch about the political rights of arab 48 i think you can help me please send me on my email if you want that
shimaa333_feps@yahoo.com